عاجل
الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التطبيق العملي لأخلاق النبي
البنك الاهلي

يا بائعا بأرض طيبة عنبرا بجوار أحمد لا تبيع العنبرا.. إن الصلاة على النبي وآله يشدو بها من أراد أن يتعطرا

ولد الهدي فالكائنات ضياء.. ننشر أشهر القصائد الدينية  في مدح خير البرية

المسجد النبوي
المسجد النبوي

فن له طابع خاص وله مذاقه المميز وهو فرع من فروع الشعر بدأ منذ فجر الإسلام هو المدح أو المديح النبوي الشريف.



كان أبرع من نبغ فيه في صدر الإسلام هو الصحابي الجليل حسان بن ثابت الأنصاري وتوالى الشعراء حتى وقتنا هذا.

وكان حسان شاعرا عربيا ذائع الصيت قبل إسلامه، أسلم في الستين من عمره، بعد هجرة الرسول (ص) إلى المدينة، وكان مشهوراً بقصائده في مديح الغساسنة.

 

ومنها قوله فيهم بيضُ الوجوهِ كريمةٌ أحسابُهمْ شمَ الأنوف مِنَ الطرازِ الأولِ، لكنه بعد إسلامه، انصرف للذود عن الإسلام، وعن نبي الله محمد (ص)،.

 

فنظم عدة قصائد في مدح الرسول (ص)، كما رثاه بعد وفاته ص، أما حسان؛ فقد توفاه الله في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، سنة 54هـ، عن عمر يناهز مائة وخمس عشرة عاماً.

من أشهر قصائد الصحابي الجليل حسان بن ثابت الخالدة في مدح الرسول الكريم قصيدة محمد المبعوث في مدح الرسول، وقصيدة عفت ذات الأصابع فالأجواء في فتح مكة وقصيدة بطيبة رسم الرسول في رثاء الرسول:

 

وأحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني ... وأجملُ منكَ لَمْ تَلِدِ النّساءُ

 

خُلقتَ مبرئاً مِنْ كـــلِّ عيبٍ ... كــــــأنكَ قدْ خلـــقتَ كـــما تشاء 

 

أَغـــرّ علـــــــــيــــــهِ للــــنـــــبـــــوةِ خــــــــاتمٌ ... مـِنَ اللهِ مَـــشـــهـــــــودٌ يـــــلـــوحُ ويَشــــــهـــــــــدُ

 

وضَمَّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمهِ ... إذا قالَ في الخمسِ المؤذنِ أَشهدُ

 

وشَقَ لــهُ مِــنْ اســمهِ ليــــُجلَّهُ ... فـذو الــــعرشِ محــــــمودٌ وهَـــــذا مــــحـــــمدُ

 

نَبي أتــانـــا بَــــــعــدَ يـــأسٍ وفـــترةٍ … مِنَ الرُّسل والأوثانُ في الأرضِ تُـــعـبــــــــدُ

 

فأمْسى سِراجًا مُستَنيرًا وهَـــــاديـــاً ... يَلــــوحُ كمـــــا لاحَ الصَقــــــيلُ المـــهــنـــدُ

 

وأنـــــذَرَنـــا نـــاراً وبــَشَّـــر جـــــنــــةً ... وعلــــَّمَــنـــا الإســـــــــلامَ، فـــالله نــــحــــــمــــــــدُ

 

 

 

وفي الدفاع عن النبي (ص)

 

قال حسان مدافع عن الرسول الكريم

هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفءٍ ... فشركما لخيركما الفداء

هجوت مباركا برّا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

 

المسجد النبوي
المسجد النبوي

 

لم يكن حسان بن ثابت الأنصاري وحده في تلك الحقبة

فكان الصحابي “كعب ابن زهير” واحدًا من الصحابة الذين أبدعوا في شعر المديح ببردته الشهيرة أو قصيدة اللامية وكان كعب من أشد الأعداء للإسلام ولرسوله الكريم قبل إسلامه وبعد أن أسلم شقيقه أسلم كعب.

 

وعن قصة إسلامه خرج إلى المدينة ونزل عند رجلٍ كانت تربطه به علاقة مودة، فصحبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في صلاة الصبح فصلّى معه، فقام كعب إلى رسول الله فوضع يده في يده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه، فقال له: كعبٌ يا رسول الله، إنْ كعبَاً بن زُهير أتاك تائباً مسلماً، فهل أنت قابلٌ منه، إنْ أنا جئتك به؟ قال: نعم، قال: فأنا كعب.

ويُروى أنّه وثب عليه رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنقهُ، فكفّه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: دعه عنك إنّه جاء تائباً.

 

فقال قصيدة البردة للرسول (ص).. وكان ومطلعها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ ... مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ 

وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول

 

حتي وصل إلى قوله: 

إن الرسول لنور يُستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول

 

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلباسه بردته الشريفة إكراماً له وتقديراً له فسميت بقصيدة البردة.

وتبارز الشعراء فيما بعد في قصائد المديح النبوي الشريف وازدهر فتناول الشعراء في العصر العباسي مدح النبي- صلى الله عليه وسلم- ومدح بني هاشم ومدح آل البيت وتوالت القصائد ولكن كان الازدهار الحقيقي في قصيدة البردة للإمام البوصيري خاصة بعد مرور الأزمات ومنها الحروب الصليبية فكان من الطبيعي أن يعود الناس الى شخصية الرسول الأولى وإلى أخلاقه الكريمة وصفاته وأخلاق أصحابه الكرام وغيرها، فكل ذلك أثر في البيئة المحيطة وذاع صيت قصيدة البردة وتناولها نقاد الأدب وعارضوها.

وتقول القصيدة في مطلعها:

مولاي صلّ وسلّــم دائماً أبداً … على حبيبك خيــــر الخلق كلهم أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَم ... مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ ... وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن إضَمِ

فما لِعَينـيك إن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا ... وما لقلبِكَ إن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــمِ أيحَسـب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ ... ما بينَ منسَــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمِ

لولا الهوى لم تُرِقْ دمعاً على طَلِلِ ... ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ

فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَــهِدَت به ... عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ

وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَى ... مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـك والعَنَـمِ

نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي ... والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ

يا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً … مِنِّي إليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ

عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ … عن الوُشـاةِ ولا دائي بمُنحَسِــمِ

مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَستُ أسمَعُهُ ... إنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـمِ

إنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِي عَذَلِي ... والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ

فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــا اتَّعَظَت... مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِ والهَـرَمِ

ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ ... قِرَى ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَ مُحتشِـمِ

لـو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــا أُوَقِّرُهُ

كما ازدهر شعر المديح في المغرب العربي وفي الأندلس ففي المغرب نبغ في ذلك ابن المرحل وعبد العزيز القشتالي والقاضي عياط ومن الأندلسيين أبو زيد الفازازي له مجموعة شعرية سماها باسم الوسائل المستقبلة وابن جابر الأندلسي له ديوان سماه العقدين في مدح سيد الكونين ولسان الدين ابن الخطيب. 

أما في العصر الحديث فازدهر شعر المديح وذلك بسبب حقبة الاستعمار الغربي والعودة الى شخصية الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- وإلى صحابته الكرام، وكان شعراء العصر من الكلاسيكيون أي أنهم يتبعون أسلوب الشعراء القدامى وتمثل في المعارضات الشعرية كقصيدة البردة وبانت سعاد ومن أمثلة هؤلاء الشعراء البارودي وشوقي. 

وأبدع شوقي أمير الشعراء في معارضة قصيدة البردة وسماها نهج البردة، ومطلعها: 

ريم على القاع بين البان والعلم ... أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم

رمى القضاء بعيني جؤذر ... أسداً يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم

لمّا رنا حدّثتني النفس قائلةً ... يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمى جحدتها … وكتمت السهم في كبدي جرح الأحبّة عندي غير ذي ألم

رزقت أسمح ما في الناس من خلق إذا رزقت التماس العذر في الشيم

يا لائمي في هواه والهوى قدر

 

وكذلك قصيدة الهمزية الشهيرة لأحمد شوقي والتي هي من البحر الكامل، والتي مطلعها:

 

ولد الهدى والكائنات ضياء … وفم الزمان تبسم وثناء 

والتي يعارض فيها الرمزية للبوصيري 

والتي مطلعها: 

كيف ترقى رقيك الأنبياء … يا سماء ما طاولتها سماء 

وكذلك قصيدة البارودي الجيمية: كشف الغمة في مدح سيد الأمة التي يعارض فيها ابن الفارض، وجاء في مطلعها: 

يا صَارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالمُهَجِ ... حَتَّى فَتَكْتَ بها ظُلْماً بلا حَرَجِ

ما زالَ يَخْدَعُ نَفْسِي وهْيَ لاهِيَة ... حَتَّى أَصابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ

طَرفٌ، لو انَّ الظُّبا كانت كلحظتِهِ ... يومَ الكريهة، ما أبقت على وَدَج

أوحى إلى القلبِ، فانقادَت أزِّمتهُ ... طَوْعاً إِلَيْهِ، وخَلاَّنِي وَلَمْ يَعُجِ

فكيفَ لى بتلافيهِ؟ وقَد علِقَتْ ... بهِ حَبائلُ ذاكَ الشادنِ الغَنجِ

كادَتْ تُذِيبُ فُؤادِي نارُ لَوْعَتِهِ ... لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ فِي لُجَجِ

لَوْلا الْفَوَاتِنُ مِنْ غِزْلانِ كاظِمَة ... ما كانَ للحبِّ سُلطانٌ علَى المُهَجِ

وتتوالى القصائد منها للشيخ حسن قرة الجابوري العراقي:

يا بائعاً في أرض طيبة عنبــرا ... بجـــــــوار أحمد لا تبيع العنبرا

إن الصلاة على النبــــي وآله ... يشدو بها من شاء أن يتعطـرا

صلوا على خير البرية تغنمـوا ... عشرًا يصلّيها المليك الأعظـمُ

مَن زادها ربي يفــــــرّج همهُ ... والذنب يُعفى، والنفوس تُنَعمُ

بأبي وأمي أنت يا خير الورى ... وصلاةُ ربي والسلامُ معطـــرا

يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ ... بالـــوحي والقرآن كنتَ مُطهرا

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ ... وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّــرا

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ ... فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثرى

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ ... لا تنتهـــــــــي أبداً ولن تتغيرا

صلّى عليه اللهُ في ملكــــوته ... ما قام عبـــدٌ في الصلاة وكبّرا

عطروا أفواهكم بالصلاة والسلام ... على الحبيب المصطفـــــى

وعلى آله الطيبين الطُهــــرا … وعلى الصُحبُ الكـــــــرام البررا

 

كما تتوالى القصائد الأخرى، ومنها قصيدة نزار قباني، التي مطلعها:

وطـال فيـك أوام

وأرقـت وحـدي والأنـام نـيـامو … رد الجميع ومن سنـاك تـزودوا

وطردت عن نبع السنـى وأقامـوا … ومنعت حتى أن أحـوم ولـم أكـد

وتقطعت نفسـي عليـك وحامـوا … قصدوك وامتدحوا ودونـي اغلقـت أبواب مدحـك فالحـروف عقـام

 

شاهد أيضاً

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز